الأربعاء، 14 مايو 2014

الرهبانيه عند النصارى

الخطبه العاشره
الرهبانيه عند النصارى
الحمد لله الواحد الاحد. الفرد الصمد. سبحانه لم يتخذ صاحبه ولا ولدا ولم يكن له كفوآ احد .
وأشهد ان لا اله إلا الله وحده لاشريك له له ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون .
واشهد ان سيدنا محمد رسول الله المبشر به التوراه والانجيل والمبعوث رحمه للعالمين (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29) الفتح
صلوات الله وسلامه عليك يا رسول الله وعلى ءالك وصحبك الذين استجابوا لله وللرسول كما امرهم رب العالمين.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)  الانفال 24.        فرضى الله عنهم اجمعين .
اما بعد
فيا ايها المسلمون يقول الحق تبارك وتعالى وهو اصدق القائلين (ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآَتَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (27) الحديد 27.
وتفسير الايه الكريمه ثم اتبعنا على اثار رسلنا نوح وابراهيم عليهما السلام برسلنا الذين ارسلناهم بالبينات وقفينا اى واتبعنا بعيسى بن مريم واتيناه الانجيل وجعلنا فى قلوب الذين اتبعوه على دينه لينا وشفقه .
فكانوا متوادين فيما بينهم حيث انهم أمروا فى الانجيل بالصلح كما جاء فى القرءان الحكيم بقوله تبارك وتعالى وهو اصدق القائلين (والصلح خير ) فالصلح خير من التمادى فى ايذاء الناس فألان الله قلوبهم لذلك بخلاف اليهود الذين قست قلوبهم فهى (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ  ) البقره 74.
ولكن اتباع عيسى ابتدعوا الرهبانيه ابتداعا بالغلو فى العباده ما فرضناها عليهم بل هم الذين التزموا بها من تلقاء انفسهم قصد هم بذلك رضا الله فما قاموا بها حق القيام إذ بدلوا وخالفوا دين الله. فالنصارى ابتدعوا الرهبانيه وهى من أفعالهم بعكس الرأفه والرحمه التى اودعها الله فى قلوب اتباع سيدنا عيسى عليه السلام فالرأفه والرحمه كانها من فعل الله سبحانه وتعالى لذلك نسب خلقهما اليه سبحانه وتعالى بخلاف الرهبانيه التى ابتدعها اهل الكتاب وهى المبالغه فى العباده والانقطاع عن الناس خوفا منهم فترهبنوا فى الجبال والكهوف فارين من الفتنة وحملوا أنفسهم المشاق والعباده الزائده وترك النكاح واستعمال الخشن فى المطعم والمشرب والملبس .
وتفسير اخر للايه لقد ابتدع الرهبانيه الصالحون الاولون اتباع سيدنا عيسى عليه السلام فما راعها حق رعايتها الاخرين الذين جاءوا من بعدهم (فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآَتَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (27) الحديد 27.
لقد ابتدع اهل الكتاب اتباع سيدنا عيسى عليه السلام الرهبانيه فما رعوها حق رعايتها اى ما حافظوا عليها حق المحافظه. ذم لهم من حيث ان ذلك كالنزر وهو عهد مع الله سبحانه وتعالى يجب رعايته لاسيما اذ قصد به رضاه عز وجل .
ويقول رسول الله صل الله عليه وسلم ( لا تشددوا على انفسكم فيشدد عليكم فإن قوما تشددوا على انفسهم فشدد عليهم فتلك بقاياهم فى الصوامع والديارات رهبانيه ابتدعوها ما كتبناها عليهم ) .
وتفسير قول الحق تبارك وتعالى وهو اصدق القائلين (فَآَتَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (27)  والمراد هم الذين ءامنوا ايمانا صحيحا منهم وءامنوا برساله النبى سيدنا محمد صل الله عليه وسلم بعد رعايه رهبانيتهم مصدقا لقول الحق تبارك وتعالى وهو اصدق القائلين (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) المائده 82.
فالرهبان فريقان فريق ءامن بالله سبحانه وتعالى واتبع الرسول سيدنا محمد صل الله عليه وسلم وهم الذين فاضت اعينهم بالدمع لما سمعوا ما انزل على الرسول صل الله عليه وسلم لآنهم عرفوا الحق وطمعوا ان يدخلوا الجنه مع القوم الصالحين فأكرمهم الله واثابهم جزاء صنيعهم .
مصدقآ لقول رب العزه تبارك وتعالى وهو اصدق القائلين .
(وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85) المائده 83-85.
اما الفريق الثانى يبين لنا رب العزه تبارك وتعالى فى قرءانه الحكيم عنهم
ان قومهم اتخذوهم اربابا من دون الله قاصدين بذلك اطفاء نور الله وهو الاسلام ومن هنا راح رهبانهم واحبارهم يأكلون اموال الناس بالباطل ويكنزون الذهب والفضه فبشرهم رب العزه سبحانه وتعالى بالعذاب الاليم
من جنس عملهم وهو صهر هذا المال فى النار وكى جباههم وظهورهم بهذه الاموال. مصدقآ لقول الحق تبارك وتعالى وهو اصدق القائلين (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35) التوبه 31 – 35 .
لقد اتخذ اهل الكتاب العلماء والعباد اربابا يشرعون لهم الاحكام فيلتزمون بها ويتركون شرائع الله. واتخزوا المسيح ابن مريم الها فعبدوه وقد امرهم بالتوحيد والعباده اله واحد .لا اله الا هو تنزه وتقدس عما يفتريه أهل الشرك والضلال .
روى الامام الترمزى رحمه الله بسنده عن عدى بن حاتم رضى الله عنه قال اتيت النبى صل الله عليه وسلم وهو يقرأ فى سوره براءه اى التوبه قول الحق تبارك وتعالى (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ) فقلت يا رسول الله انهم لم يعبدوا. فقال صل الله عليه وسلم بلى إنهم حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم.وقال رسول الله صل الله عليه وسلم يا عدى وقد كان نصرانيا يا عدى ما تقول ؟ .
ايضرك ان يقال الله اكبر ؟
فهل تعلم شيئآ اكبر من الله ؟
ما يضرك ؟
ايضرك ان يقال لا اله الا الله ؟
فهل تعلم الهآ غير الله ؟
ثم دعاه الى الاسلام فأسلم وشهد بشهاده الحق .
والحمد لله رب العالمين وقال ربكم ادعونى استجيب لكم ادعو الله وانتم موقنون بلآجابه
الخطبه الثانيه
الحمد لله على نعمه الاسلام وكفى بها نعمه الحمد لله الذى جعلنا على كلمه التوحيد واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان سيدنا محمد رسول الله.
 يا ايها الذين ءمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون
اما بعد
فيا ايها المسلمون لقد زعم النصارى ان السيد المسيح عليه السلام قال لتلاميذه عند صعوده عنهم.الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الارض يكون مربوطآ فى السماء وكل ما تحلونه على الارض يكون محلولآ فى السماء ) متى 18/18.
فمن ثم اذا اذنب احدهم ذنبآ جاء بالقربان الى البطرك او الراهب وقال يا ابانا اغفرلنا.لقد اخذوا اموال الناس بغير الحق بحجه انهم سيغفرون لهم ذنوبهم ويعطونهم الفتاوى حسب ما يريدون.
فها هو المذنب يأتى للراهب يقول له اعمل لى مغفره وتوبه وتحمل ذنوبى ويجعل له جعاله على مقدار فى الغنى والفقر فيبسط القس او الراهب كساءه ويأخذ الجعاله ثم يقول للمذنب هات الان واذكر لى ذنوبك ذنبآ ذنبا حتى اعرفها واتحملها فيبتدئ ذلك المذنب رجلآ كان او مرأه ملكا او سوقه وبذلك ما فعله شيئآ فشيئا حتى يقول له هذه هى كلها فيقول له القس او الراهب انها عظيمه ولكن قد تحملتها وغفرت لك فأبشر وربما جمع الكساء الذى به الجعل من اطرافه ووضعه على ظهره وقال ما اثقل ما فى الكساء من الذنوب ولا يقتصر هذا على الذنوب الصغائر بل يشمل كل الكبائر بما فيها الزنا وغيره ويعلل النصارى بقولهم لو لم نأخذ المال لا فتقرت الكنائس .
كما انهم يعتقدون  نتيجه التحريف فى دينهم ان يسوع قتل نفسه ليقيهم من الذنوب والعذاب وانه جالس عن يمين ابيه وامه جالسه مما يلى يساره فهى تتلقى الذنوب اذا طلعت وتقول لآبنها سل يا بنى اباك الرب غفرانها فهو عندهم يغفرها ويسأل اباه غفرانها لذلك ليس فى دينهم مزاجر كنار الابد فى الاخره والحدود والقود والقصاص فى الدنيا حيث ان الشقاء فى الاخره للمذنبين هو الحرمان من السعاده فقط ولا يوجد عذاب النار او غيرها عندهم لقد رفض الاسلام التوبه بين العباد لان الله سبحانه وتعالى وحده هو غافر الذنوب وقابل التوبه وحده مصدٌ لقول الحق تبارك وتعالىوهو اصدق القائلين (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (17) النساء17
والحمد لله رب العالمين .

اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق