الخطبة الثانية
طعن أهل الكتاب على نبوة سيدنا محمد
محمد صلى الله عليه وسلم
الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الحكيم(الَّذِينَ
يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً
عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ
عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي
كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)الأعراف(157)
واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له القائل فى
كتابه الحكيم (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي
إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ
مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ
فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ ) الصف(6)
واشهد ان سيدنا محمد رسول الله القائل(والذى نفس محمد
بيده لا يسمع بي احد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذى أرسلت
به إلا كان من أصحاب االنار) صحيح مسلم كتاب الايمان
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه ومن سار على هديه ومن
تبعه بإحسان إلى يوم الدين
اما بعد فيا أيها المسلمون؛ لقد جحد أهل الكتاب من اليهود والنصارى نبوة سيدنا
محمد صل الله عليه وسلم ورفضوا الاعتراف بها بل حاولوا بكل ما أتوا من قوة من
إثارة الشغب فى وجهه. وذلك لما راوا انتشار الإسلام وارتفاع ألوليته ووجهوا
أحبارهم ورهبانهم للطعن فى شخصه صلى الله عليه وسلم لصد الناس عن دعوته كما جاء فى
إخبار الله تبارك وتعالى عن مكرهم وكيدهم بقوله واصدق القائلين (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ
لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ )التوبة(34)
لقد زعم هؤلاء الأحبار أن محمدا كان رجلا زكيا طموحا للزعامة والسيادة وانه
ألف القرأن وهو فى خلوته الطويلة بغار حراء وأنه خرج على الناس وطالبهم أن يطيعوه
كما يطيعون الله
أيها المسلمون لقد أرسل تعالى رسله لهداية الناس
وإخراجهم من الظلمات الى النور بإذن ربهم مصدقا لقول الحق الله تبارك وتعالى وهو
أصدق القائلين (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ
رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ
هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي
الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ)النحل(36)
لقد أرسل الله سبحانه وتعالى رسوله سيدنا محمد
صلى الله عليه وسلم ليحرر العقل من الخرافة وأكمل به الدين وأتم به نعمته على
العباد مصدقا لقول الحق تبارك وتعالى وهو اصدق القائلين (الْيَوْمَ
أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ
الإِسْلاَمَ دينا) وقوله أيضا (إِنَّ الدِّينَ عِندَ
اللّهِ الإِسْلاَمُ)أل عمران (19)
لقد تكفل الله سبحانه وتعالى برعاية دين الإسلام
وحفظه وبقائه مصدقا لقول رب العزة تبارك وتعالى وهو اصدق القائلين(إِنَّا
نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)الحجرات(9)
لقد ميز الله الدين الخاتم فجعله دين الفطرة السوية التى توافق طبيعة خلق
الله للإنسان ؛كما ان الله سبحانه وتعالى ميز الاسلام بالبساطة والوضوح لانه دين
الله للعالمين
لقد اسلم من اليهود فى عهد النبى صلى الله عليه
وسلم سيدنا عبد الله بن سلمان ووهب بن منبه وهم من احبار اليهود. واسلم من النصارى سيدنا سلمان
الفارسي وعدى بن حاتم ووفد الحبشة الذين
ارسلهم النجاشي الى النبى صلى الله عليه وسلم ليسمعوا كلامه ويروا صفاته فلما رأوه
وقرأ عليهم القران أسلموا وبكوا وخشعوا ثم رجعوا الى النجاشي فاخبروه وفيهم نزل
قول الحق تبارك وتعالى[ لَتَجِدَنَّ
أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ
أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ
الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ
وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ)المائدة( 82)
لقد اكد القران الحكيم معرفة اهل الكتاب بالنبي
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كمعرفتهم لابنائهم [ الَّذِينَ
آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ الَّذِينَ
خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ]الأنعام 20
المستشرقون يرددون شبهة انتشار الاسلام بالسيف
رغم ان معظم الانبياء استخدموا السيف ورخصوا فى استخدامه
لقد ورد فى الانجيل قول السيد المسيح لتلاميذه
(ليبع كل امرئ منكم ثوبه وليشترى لنفسه سيفا)وقول المسيح (لا تظنوا أنى جئت لأزرع
سلما بل حربا)وفى انجيل لوقا اصحاح(19) عدد27 قول المسيح لاتباعه (وأ ماأعدائى
اولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم الى هنا واذبحوهم قدامى )
لقد انتشرت المسيحية بالتعذيب فى أوربا لقد ذبحوا
الذين أبوا الدخول فى المسيحية وقطعوا ايديهم وارجلهم ونفوهم وشردوهم حتى تنتشر
المسيحية بعكس الاسلام الذى فرض الجزية على غير معتنقيه بدل الجندية وحماية لهم ضد
جميع الاخطار وعاملهم بالقاعدة الذهبية لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم ؛ لقد دخل
اهل الكتاب في الاسلام لانه دين الحق الذى ارتضاه الله لعباده وختم به رسالاته الى
خلقه
ايها المسلمون: إن من خرفات أهل الكتاب اعتقادهم
ان الله ثالث ثلاثة. وأن المسيح هو الإاله الابن وان له طبيعيتين ناسوتيه ولاهوتيه
وتلك الطبيعتان اتحدنا فأصبحتا شيئا واحدا فصار
الناسوت إنسانا محدثا تاما مخلوقا. وصار اللاهوت إلها خالقا غير مخلوق. ثم تأتى
نظرية التجسيد وفيها يتجسد الله .أو بالحرى أقنوم الابن ليحل فى جسد مثل اجسادنا
فيحل اولا فى جسد العذراء مريم ويظل فى احشائها تسعة اشهر ثم يولد بالجسد انسانا
ذا لحم ودم ولكنه الله نفسه. ثم تاتى بعد ذلك مهمة الفداء فيضع الإله نفسه فى مهمة
الذين يريد ان يفديهم فيصلب ويقتل تكفيرا عن خطايا البشر من المؤمنين به.
يقول احد المهتدين للاسلام من اهل الكتاب الحمد
لله الذى خلصنى من دين هدا عقل أربابه فكيف يصح لذى عقل المولود من امراة بشرية قد
مات ونالته العلل ؛كيف يقبل العقل عبادة اله ولدته امرأة بشرية ادمية. تم مكث فى
الارض ثلاثين سنة تجري عليه احكام الادميين
من غداء وتربية وصحة وسقم ومرض وامن وخوف وتعلم وتعليم ؛ لابد للعقل من
التحول من هذا الاعتقاد البارد السخيف الرذيل الفاسد الذي تتنزه عنه عقول الصبيان.
فالحمد لله الذى اخرجنى من زمرتهم وعافانى من بينهم
فالعقل لا يستسيغ ديانات اهل الكتاب ولا يقبلها
ولذلك تحولت للاسلام الذى يحترم العقل ولا يصادم الفطرة
ومن خرفات اهل الكتاب ايضا بكتبهم انهم قالوا ان
المسيح هو ابن سيدنا داود ا بن سيدنا ابراهيم عليهما السلام. وقد كان قبل سيدنا
داود وسيدنا ابراهيم عليهما السلام. وانهما خلقهما. لقد جعلوا الابن المولود جد
الاجداد ؛وانه خالق لابائه. وهذه خرافة عظيمة وحادث شنيع لا يسكن اليه انسان سوى
ولا ذو عقل نقى. فالانجيل يناقض بعضه بعضا. والتناقض وحده كاف لاهدار الشريعة
وردها ؛فالكلام يكذب بعضه بعضا. ويخبر
اوله بخلاف اخره .
يقولون ان يسوع هو الخالق البارئ الذي خلق
السموات والارض ويذكر يو حنا17/1 :4 ان المسيح رفع طرفه الى السماء وتضرع الى الله . فالمسيح اعترف بان له
الها. وتضرع اليه. وشكر نعمائه وإجابته لدعائه. فكيف يقولون ان ا لمسيح خلق السموات والارض وهذا تناقض تمجه العقول السليمة. وكيف الله
الخالق الازلى قد استحال لحما ودما او يكون له ولد فى الارض او فى السماء وان
بقائه الذى لا نهاية له أصبح محدودا ومحيزا وكيف التحم باقنوم الابن فى بطن مريم
حتى صار إنسانا من جوهر أمه. وإلها من جوهر أبيه. إن ذلك يخالف العقل
والحمد لله رب العالمين وقال ربكم ادعونى استجب
لكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق