الخطبه الخامسه
ابطال النصارى لشريعة التوراة
الحمد لله حمد
الشاكرين على ما افاض به من نعم . وشملنا به من كرم
اتم علينا نعمته
وارتض لنل الاسلام دينا. فله الحمد فى الاول و الاخر .
واشهد ان لا اله الا
الله وحده لا شريك له . نعم الرب ونعم الاله
القائل فى كتابه
الحكيم ((لئن شكرتم لآزيدنكم ولئن كفرتم ان عذابى لشديد))
((ابراهيم 7))
واشهد ان سيدنا محمد
رسول الله الذى بعثه الله بالاسلام .هدى ورحمه للانام. صاحب الدين القويم و الخلق
العظيم والنور الهادى الذى جاءنا من عند ربه بخير دين لهدايه السالكين.
اللهم صل وسلم وبارك
على سيدنا محمد و على اله وصحبه ومن تبعه بإحسان الى يوم الدين اما بعد.فيا ايها
المسلمون: تعانى المسيحيه من مأزق اربعه.
اولآ :- الانشقاق حيث تنقسم
المسيحيه من داخلها الى ثلاثه اديان مستقله لا تختلف فقط فى قانون الايمان بل
قانون الكتاب المقدس .
ثانيأ :-
قضيه
الاصاله حيث تضرب جذور المسيحيه فى اليهوديةوإليها تستند ومنها تنطلق فتستلهم
تراثها وتقاليدها وتتبنى كتابها المقدس الذى لم تعرف فى عصورها الاولى سواه هذا من
ناحيه. ومن ناحيه اخرى ترفض الاقرار بسلطه هذا الكتاب . وتبطل مفعول شريعته
ولاتألوا جهدا فى مناقضته وتبديله واحلال دين جديد محل ديانته لقد حرف بولس
النصرانيه لتكون على وفاق مع ديانه الروم الوثنيه فيمايلى.
لقد حرم زواج الرجل
بأكثر من واحده و تحريم التفريق بين الرجل وزوجته الا بالموت ليكسب رضا النساء
وتحريم الختان للرجال و النساء لكراهه الروم له .
وتحليل لحم الخنزير
لحب الروم له وتحليل زواج المسيحيه بالرومى الوثنى لرغبتهم فى ذلك بدعوى انها
تطهره ولا ينجسها .
وبذلك انخلع بولس من
ديانات المسيح وصار الى ديانات الروم فألنصارى تروموا ولم يتنصر الروم الوثنيون .
لقد نقل قسطنطين
الروم من تعظيم الكواكب الى تعظيم الصلبان. كما تعانى المسيحيه .
ثالثا :- من اضطراب اصول
الدين وتداخلها فى المسيحيه فتختلط النبوه بالآلوهيه اختلاطا يصعب الفصل بينهما
فصلآ عن تقديم احدهما على الاخر.
رابعا :-
من
بناء المسيحيه القائم على شخصيه المسيح ليس كمؤسس للديانه فقط بل رب لها .
يعلن الله عن نفسه
للبشر فى صوره عهد جديد لا سبيل الى الارتباط به والخلاص عن طريقه واللحاق
بالملكوت الذى افتتحه الا بالايمان .
بذلك الابن المنقذ
المخلص وحيد ابيه الجالس على يمينه و الذى سيعود فى مجد فائق ليدين الاحياء و
الاموات .
ذلك البناء الذى جعل
من المسيح سماء للمسيحيه و ارضها الفها وياءها دنياها و اخراها .
مما ادى الى حصر
العقيده فيه وحده ايمانا واعتقادا تأملا و تدبرا.
نظرا وتفكرا منافحه
ومناظره بحثا ودراسه. فكانت النتيجه ان خبت فى المسيحيه وتضاءلت اهميه كل ماسوى
المسيح ابن الله المصلوب.
فأختفت عقيده النبوه
من الفكر المسيحى بنهايه القرن الثانى فلم يسمع لها صدى الا بظهور نبى الاسلام.
لقد قبلت المسيحيه
نبوات العهد القديم لآنها اساسأ نحله يهوديه وجعلت المسيحيه مهمه انبياء العهد
القديم هو التمهيد لمجئ المسيح.
والغى العهد الجديد
مكانه سيدنا موسى عليه السلام التى يحتلها فى التوراه وخلعها على المسيح وذلك فى
رساله بولس الى العبرانيين (3/1-3) بل وجعل بولس رسل يسوع افضل من موسى وذلك
برسالته الثانيه الى اهل كورنثوس (3/1-18).
لذلك يعتبر بولس هو
المؤسس الحقيقى للمسيحيه لآنه اذاع اسطوره موت المسيح على الصليب انها نهايه
القوانين والشرعيه اليهوديه وفصل المسيحيه عن اليهوديه نهائيأ وجعلها ديانه عالميه
بعد ان كانت شيعه يهوديه.
فكرس عقيده موت
المسيح لآجل خلاص البشر فبولس هو مخترع المسيحيه كيف لا يروى العهد الجديد معجزه
واحده عن يوحنا المهمدان رغم اقرار العهد الجديد بكونه نبيا بل اعظم من بنى .
وكيف تظهر معجزات
على يدى فسقه وكزابين كما حكى متى
(24/11/-12) ومرقى
13/22 لوقا 9/49 متى (7/21-23) كما ان نبوءات الانجيل لم تتحقق.
لقد تنبأ المسيح
بعودته ونهايه العالم فى عصر الجيل الاول من تلاميذه كما ذكر ذلك انجيل (متى
24/26) مرقى( 13/24-30) لوقا (21/25-32) .
وقد مضى عشرون قرنا
من الزمان ولايزال العالم قائما ولم يأت المسيح على الرغم من نهايه الموعد المضروب
لذلك .
ولقد علم بطرس هذه
المشكله فسجل رساله بطرس الثانيه (3/3-4) قائلا ((انه سيأتى فى اخر الايام قوم
مستهزئون قائلين اين موعد مجيئه ؟
لآنه من حين
رقدالأباء كل شئ باق هكذا من بدء الخليقه
))
وكذا تحدث سفر اعمال
الرسل 11-28 عن نبوءه النبى اغابوس بحدوث مجاعه عظيمه فى المعموره كلها. ولم يحدث
من ذلك شئ حيث لم يعرف العالم مجاعه بهذا القبيل ويتضح ان ذلك ليس وحيأ حقيقيا
لعدم حدوثه .
كما ان نبوءه يسوع بأن
الاثنى عشر تلميذا اسباط اسرائيل ذكر ذلك
متى (19/27-28) لوقا (18/18-30) مرقى (10/28-31) ولقد حدث ما حدث من يهودا الخائن
الذى قتل فمن سيجلس على الكرسى الاثنى عشر ليدين اسباط اسرائيل.
كما تنبأ يسوع بأن
من يمنح سلطان المعجزه او يجريها بأسمه فلن يستطيع اساءه القول فيه كما ذكر مرقس
ذلك (9/38-39) ولوقا (9/49-50) وها هو يهوذا الاسخريوطى يخون المسيح ويسلمه مقابل
حفنه من الذهب اما بطرس فقد انكر صلته بعيسى او معرفته به وهما اللذان قد منحا
سلطانا مطلقا على المعجزات. وبذلك يتضح ان معجزات المسيحيه كما يعرضها العهد الجديد
لا تدل على الوحى او النبوه لمصادمتها معطيات العلوم و مقررات العقود ولا يستثنى
من ذلك الا معجزات معدوده عن سيدنا عيسى عليه السلام كما اخبر بها القرءان الحكيم
يقول رب العزه تبارك و تعالى وهو اصدق القائلين (إِذْ قَالَ اللَّهُ
يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ
أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ
عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ
تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا
فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي
وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ
إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا
إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) المائده 110
الحمد لله
رب العالمين وقال ربكم ادعونى استجب لكم ادعوا الله وانتم موقنون بالاجابه .
الخطبه الثانيه
الحمد لله على نعمه
الاسلام وكفى بها نعمه الحمد لله الذى جعلنا على كلمه التوحيد واشهد ان لا اله الا
الله وحده لا شريك له واشهد ان سيدنا محمد رسول الله.
يا ايها الذين ءمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا
تموتن الا وانتم مسلمون اما بعد
فيا ايها المسلمون
/ترى الكنيسه ان الكتاب المقدس المسيحى ليس كتابا فيه كلام عن الله بل هو كلام
الله وان الله هو المؤلف الحقيقى له لفظا ومعنى اما من قاموا بتسطيره فبمثابه
الكتبه الذين كانوا كدمى فى يد الروح القدس على تعبير توما الاكوينى وهو كتاب غير
قابل للمساس او الخطأ.اذ حتى حروفه وعلامات ترقيمه كما يرى مارتن لوثر.والسؤال
الان لقد احتفظت الكنيسه بالعهد القديم فى بادئ الامر كوحى تستمد منه ضوابط الحياه
وتسن منه القوانين واللوائح لآن المسيحيه بدأت كنحله يهوديه مؤسسها يهودى ثم
انسلاخها من عباده اليهوديه واعلانها المسيحيه دينا عالميا مستقلآ خالصا وبالتالى
ابطال مفعول العهد القديم وتفريغه من مضمونه وذلك بتعطيل شريعته والغائها كما جاء
فى رساله بولس الى اهل غلاطيه وجاء تلميذ بولس واسمه ((مرقيون)) وطالب بالتخلص من
العهد القديم وكذا التخلص من رب العهد القديم ايضا . والسؤال هنا لماذا اصرت
الكنيسه على الاحتفاظ بالعهد القديم كوحى الهى مادامت تنفى الكنيسه صلاحيته
وجدواه؟
والاجابه فى قبول
الكنيسه العهد القديم كوحى الهى وذلك لتوحيدها بين اله اسرائيل و اخيرا فى ابنه
المسيح كما يتضح فى رساله بولس الى العبرانيين
ونصها كالاتى ((
الله بعد ما كلم الاباء بالانبياء قديما بأنواع وطرق كثيره .
كلمنا فى هذه الايام
الاخيره فى ابنه الذى جعله وارثا لكل شئ الذى به ايضا عمل العالمين )) كما ان
العهد القديم بشر بالمسيح المنتظر الذى جعل الكنيسه تتصيد ايات العهد القديم التى
تخبر بقدوم المنتظر كشاهد ونبوءه على مجيئ المسيح كما ان العهد القديم جسد الاله
فجعله يأكل ويشرب ويجوع ويصارع ويحارب فوجدت الكنيسه فيه خير شاهد وافضل دليل فى
الرب يسوع المتجسد بشر كما ان العهد القديم حل مشاكل الصلب والفداء المعقده علميا
حيث اتهم العهد القديم البشر بأنهم خطاه مذنبيين ءاثمين بدءا من ءادم ومرورا
بالانبياء الذين نسب اليهم العهد القديم اشنع الرذائل الاخلاقيه فوجد النصارى فى
ذلك مخرجا لعقيده صلب المسيح فداء لخطيئه البشر وتكفيرأ عنهم وتطهيرا وتخليصا لهم
.
الحمد لله
رب العالمين اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق