الخطبه السادسه
تناقض الاناجيل فى
روايه الحدث الواحد
الحمد لله رب العالمين الذى ضرب اروع صور العدل والتسامح فى معامله
المخالفين فى الدين والعقيده فقال رب العزه تبارك وتعالى وهو اصدق القائلين (لَا
يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ
يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ
اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) الممتحنه8
واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له القائل فى كتابه الحكيم (وَإِنْ
أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ
اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ) التوبه6
واشهد ان سيدنا محمدا رسول الله القائل((والذى نفس
محمد بيده لا يسمع بى احد من هذه الامه يهودى ولا نصرانى ثم يموت ولم يؤمن بالذى
ارسلت به الا كان من اصحاب النار)) رواه مسلم كتاب الايمان
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه ومن سار على هديه ومن
تبعه باحسان الى يوم الدين . أما
بعد .
فيا ايها المسلمون لقد اختلفت الاناجيل فى كلام سيدنا يسوع عليه السلام وهو
على الصليب وما قاله اثناء ذلك. ففى انجيل مرقس (15/34-35)وفى الساعه التاسعه صرخ
يسوع بصوت عظيم قائلا (( الوى الوى لم شبقتنى))
وتفسير هذا النص الهى الهى لماذا تركتنى .وفى انجيل لوقا (23/46-47) ونادى
يسوع بصوت عظيم وقال ((يا ابتاه فى يديك استودع روحى ولما قال اسلم الروح)) وفى
انجيل يوحنا اختلاف ثالث (19/30)فلما اخذ يسوع الخل قال قد اكمل ونكس رأسه واسلم
الروح. لقد تناقضت الانجيل فأين الالهام؟ كما ان الاناجيل اختلفت فى لون الرداء
الذى كان يلبسه يسوع اثناء المحاكمه ففى انجيل متى (27/27-29)((عروه والبسوه رداء
قرمزيا )) بينما فى انجيل مرقس (15/17)ذكرألبسوه رداء أرجوانا. كما اختلفت
الأناجيل فى عدد اللصوص الدين
صلبوامعه ففى انجيل مرقص
(15/27-32)انهما لصان.بينماذكر لوقا (23/39-43)لص واحد.واختلفت الاناجيل فيمن الذى
حمل الصليب الذى صلب عليه يسوع ففى انجيل متى (32/27)ومرقص(15/21-22)هو سمعان القيروانى
وفى انجيل يوحنا (19/17) ان الذى حمل الصليب هو يسوع نفسه.
كما انه توجد افتراءات حول يسوع. هل هو اله ام انسان. ففى الاناجيل مثلا
نادى الاب من السماء هذا ابنى الحبيب الذى به ارتضيت فدلت على انه اله.
صام وجاع وهرب من الشيطان فدلت على انه انسان. واشبع من ارغفه بسيرةأ لوفا
كثيره وفضل منهم ما حملوه فى جفان عده فدل ذلك على انه اله. . كان يطوف القرى
والمدن فدل على انه انسان. شفى المرض وطهر
البرص واحيا الموتى بين انه اله. نام فى السفينه وايقظه التلاميذ دل على انه انسان
. هكذا امتلات الاناجيل بالتناقضات والخرافات والاساطير وهكذا التناقض هو الذى جعل
الشك فى الاناجيل. كما اختلفت الاناجيل فى قيامه المسيح ففى انجيل متى (12/40)قال
يسوع لتلاميزه يكون جسدى فى بطن الارض ثلاثه ايام وثلاث ليالى بعد موتى كما لبث
سيدنا يونس عليه السلام (يونان) فى بطن الحوت.بينما ذكر انجيل مرقس (16/9-19)ان
سيدنا يسوع لما قام من بين الموتى كلم الحواريين ثم صعد الى السماء من يومه.وخالفه
لوقا ان يسوع صعد الى السماء بعد قيامه من بين الموتى بأربعين يوما. ايها
المسلمون:كيف يموت يسوع الاله على الصليب ويهان ويسفك دمه . الم يكن فى مقدور هذا
الاله ان يفعل شيئا يخلص به نفسه واتباعه من لعنه الخطيئه غير القتل على الصليب.
يقول بطرس المدعو رئيس الحواريين ان المسيح قضى عقب موته ثلاثه ايام فى
جهنم بين الارواح المحبوسه فى السجن ولم يذكر باقى الحواريين هذه القصه . كما ان
انجيل يوحنا انفرد بقصه غسل يسوع لأ رجل تلاميزه ومسحها بالمنشفه ليقتدوا به فى
التواضع والبر.
لماذا لم تذكر كافه الاناجيل ذلك الخبر الذى حدث للتلاميذ جميعا كما انفرد
انجيل يوحنا ان يسوع احيا العازر من الموت بعد بقائه فى القبر اربعه ايام ذكرها
انجيل يوحنا فقط (11/1-44) ولم يذكر هذا الحدث فى الأناجيل
الاخرى مع انه لوحدث فعلا يكون اعظم معجزات يسوع .
كيف لا تذكر الاناجيل الاخرى هذا الحدث الجليل .
لقد رفع النصارى السيد المسيح الى الالوهيه وابغضه اليهود فسبوه ولعنوه
وقالوا انه ولد سفاح ولم يعترفواله بالنبوه والرساله. وتوسط الاسلام فنفى الوهيه
المسيح واثبت له الرسول. فهو رسول من اولو العزم عليه الصلاه والسلام وقال عنه رب
العزه تبارك وتعالى وهو اصدق القائلين (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي
دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ
عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ
وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ
انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ
يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى
بِاللَّهِ وَكِيلًا) االنساء 171
لقد تعلل النصارى بالوهيه المسيح بأن ميلاده معجزه من عزراء بدون ذكر. علما
بأن سيدنا ادم عليه السلام خلق من تراب بلا ام ولا اب. والملائكه خلقوا من غير
والده ولا والد ولا ماده ولا طينه. كما ان سيدنا عيسى عليه السلام مخلوق . فقدره
خلق سيدنا عيسى عليه السلام من انثى بلا ذكر ترجع الى الله سبحانه وتعالى الخالق
وليس للمخلوق سيدنا عيسى عليه السلام. فالله سبحانه وتعالى خلق السيده حواء من ذكر
بلا انثى .
فخلق سيدنا عيسى عليه السلام لا يقاس بشئ فى جانب القدره الالهيه ولا يرفع
من سيدنا عيسى الانسان الى اله. ولقد اوضح انجيل يوحنا ذلك بقول يسوع (وانا انسان
قد كلمكم بالحق الذى سمعه من الله ) يوحنا 8/40 .
فهذا اعتراف من سيدنا عيسى (يسوع ) عليه السلام بأنه انسان كلفه الله
سبحانه وتعالى برساله يحملها للناس كما ارسل رب العزه سيدنا ابراهيم سابقأ. كما أنكر اليهود والنصارى كلام سيدنا عيسى عليه
السلام وهو صغير يرضع كما جاء فى القرءان الحكيم(وَيُكَلِّمُ النَّاسَ
فِي الْمَهْدِ) ال عمران 46 .
لقد اثبت القران الحكيم كلام سيدنا عيسى عليه السلام وهو فى المهد بعد
ولادته للناس وبرأ أمه. والرد على كذب اليهودوالنصارى بأن السيده مريم لم تكن
مخطوبه ولا متزوجه وقد احصنت فرجه طيله حياتها .
وسلكت سلك الرهبنه ثم انها ابنه كاهن من نسل سيدنا هارون عليه السلام وابنه
الكاهن فى شريعه التوراه اذا زنت تحرق بالناركما جاء فى سفر الاخبار(( اذا تدنست
ابنه كاهن بالزنا فقد دنست اباها. بالنار تحرق)) .
والسيده مريم قد اتت بولد وهى غير
متزوجه وهذا دليل الاتهام. فلماذا لم تحرق. ان عدم حرقها يدل على انها كان معها
دليل براءتها ولم يكن معها الا سيدنا عيسى عليه السلام وهو فى المهد مما يدل على
انه تكلم وبرأها وقد جاء فى انجيل برنابا المرفوض عند النصارى ان سيدنا عيسى عليه
السلام تكلم فى المهد.
ايها المسلمون ان بولس (شاول) هو الذى حرف المسيحيه عن مسارها الصحيح
بادخاله فكره التثليب و القول بالوهيه المسيح و خرافة العشاء الربانى وغفران
الزنوب. مستمدا ذلك من الفلسفات الاغريقيه الوثنيه.
ونادى بإلوهية الروح القدس ؛ ودعا
الى عدم ضرورة الختان واخترع قصة الفداء وجعل المسيحية من كونها دينا خاصا ببنى اسرائيل الى جعلها
دينا عالميا وكتب اربعة عشر سفرا تعليميا من اصل احدى وعشرين رسالة
وتشكل مجموع الرسائل مصدرا تشريعيا فى النصرانية
والتشليت حسب زعم النصارى لا يعنى ثلاثة الهة وانما اله واحد متصف بصفات ذاتية لا تخرج عن
جوهره وشرحوا ذالك وقالوا ان الانسان مكون من روح ودم وجسد فهو دليل على اجتماع الاشياء المتعددة فى شئ
واحد ؛ وشبهوا التشليت بضوء الشمس المنتشر فى كل مكان وهذه دعوة باطلة ؛هل التشليت
يشبه اشعة الشمس او الانسان ومكوناته فاشعة الشمس عبارة عن اجزاء وصفات ترجع فى
نهايتها الى جرم واحد وهو ذات الشمس
وكذا الانسان ومكوناته ترجع الى ذات واحدة وهى عين الانسان بحيث لا ينفصل
احداهما عن الاخر ولا ينفك عنه بخلاف قضية التثليث عند النصارى
فان اجزاءه مفككة ومتباينة فهناك
اللاهوت وهناك الناسوت واخر جمع بينهما ؛كما ان القول بالتشليت بهذا الاسم ليس
له ذكر فى الاناجيل الاربعة مجتمعة
بل ان تجد ان السيد المسيح عليه السلام كان يكذب فى عباراته كل الدعاوى التى
بالربوبية او الالوهية ويصرح بانه بنى بشر ؛ عبد الله مربوب مصنوع ؛ كما انهم كذلك
وهو مثلهم فى العبودية والحاجة والفاقة
الى الله سبحانه وتعالى
وهكذا نجد ان بولس لم يفهم تعاليم السيد المسيح بل طمسها. فالمسيحية بدأت
عقيدة صافية نقية حتى القرن الرابع الذى اصدر فيه امبراطور القسطنطينية
قسطنطين مرسوما يقضى فيه بالوهية المسيح
وطرد كل من زعم خلاف ذالك واستخدم قوة الدولة فى قتل وتشريد من قال بغير ذلك والرد على ذلك كيف يكون سيدنا عيسى اله او ابن
إله
ولا يعلم الساعة كما صرح بذلك
انجيل مرقس13/32(واما ذلك اليوم وتلك
الساعة فلا يعلم بها احد ولا الملائكة الذين فى السماء ولا الابن إلا الاب).
والحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق