الخطبه السابعه
انجيل برنابا
وإنكاره لألوهيه المسيح عليه السلام
الحمد لله رب العالمين الذى رضى
لنا الاسلام دينا ونصب لنا الدلاله على صحته برهانا مبينا وأوضح السبيل الى معرفته
واعتقاده يقينا ووعد من قام بأحكامه وحفظ حدوده اجرا عظيما.وجعل اهله هم الشهداء
على الناس
يوم يقوم الاشهاد. واشهد ان لا اله الا الله
وحده لا شريك له. حكم بأن الاسلام هو احسن الاديان. ولا احسن من حكمه. ولا اصدق
منه قيلا. فقال عز وجل وهو اصدق القائلين (وَمَنْ أَحْسَنُ
دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ
إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا) النساء125
واشهد ان سيدنا محمد رسول الله .الدى بعثه الله
بالإسلام هدى ورحمة للأنام .صاحب الدين القويم والخلق العظيم والنور الهادى الدى
جاءنا من عند ربه بخير دين لهداية السالكين .
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا
محمد وعلى اله وصحبه ومن سار على هديه ومن تتبعه بأحسان الى يوم الدين.
اما بعد /فيا ايها المسلمون ان
العقيده الصلب والفداء المسيح منها برئ.كما انها قضيه مجافيه للعقل والواقع حيث ان
سيدنا ادم عليه السلام بعد ما اكل من الشجرةرجع الى خالقه وتاب.فقبل الله توبته
وتاب عليه مصدقا لقول الحق تبارك وتعالى وهو اصدق القائلين (فَتَلَقَّى
آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ
الرَّحِيمُ) البقره37 .
بل ان الله عاقبه على هذه
المعصيه واخرجه على اثرها من الجنه. كما ان فرقه الملكانيه والنسطوريه تقول ان
الموت والصلب وقع على الناسوت خاصه. حيث يعتقدون ان السيده مريم ولدت انسان فقط
اتحد بعد ولادته بالآقنوم الثانى .
اللاهوت على سبيل المجاز لا
الحقيقه لان الاله منحه المحبة ووهبه النعمه. فصار بمنزله الابن. وهذا مخالف
لقولهم مات المسيح وصلب لانه انما مات نصفه فقط.
وصلب نصفه فقط لان اسم المسيح
عندهم واقع على اللاهوت والناسوت كليهما معا لاعلى احدهم دون الاخر وهذا يبين فساد
العقيده الصارخ وان نسبته للمسيح يعد زورا وبهتانا فالمسيح منها برئ.
وكذلك الحال لعقيده التثليث وهى
اعتقاد المسيحيين ان فى اللاهوت ثلاثةمتغايرين وان اتحدوا فى الجوهر والقدم
والصفات والتشابه ولكن كتابهم يحاولون ان يجعلوهم جميعا اقانيم لشئ واحد.
وتفنيد ذلك ان سيدنا عيسى عليه
السلام لم يدع انه ابن الله وانما هو بشر ورسول.فيروى انجيل متى عن سيدنا يسوع
عليه السلام اصحاح 23 ان قول سيدنا عيسى .
(إن اباكم واحد الذى فى
السماوات )(اصحاح 23/8).
وايضا (هذا يسوع النبى الذى من
ناصرة الجليل ) اصحاح (2/16)
وجاء فى انجيل لوقا ( قد خرج
فينا نبى عظيم ) اصحاح( 7/16)
ويروى لوقا عن سيدنا يسوع عليه
السلام قوله (لا يمكن ان يهلك نبى خارج من أورشليم .ويا اورشليم يا قتله الانبياء
وراجمه المرسلين ) اصحاح(13/23).
ويروى انجيل يوحنا (ان هذا هو
بالحقيقه النبى الاتى الى العالم ) اصحاح (6/14).
فسيدنا عيسى ليس ابن الله من
الناحيه الحسيه والفكريه والعقليه وانما مجازا كقول الفقراء عيالى وذلك فى الحديث
القدسى عن رب العزه .وذلك للحث على تكريم الفقراءوبذلك يتضح ان عقيده التثليث من
الوثنيات القديمه كالهنديه فتجد عند الهنودثالوثا مؤلفا من برهمه /وفشنو / وسيفا
/.
وكذلك الصين والفينقيين
والمصريين القدماء يعبدون اله مثلث الاقانيم وجاء التثليث فى كتب النصارى فى رساله
يوحنا الاولى اصحاح 5/7 (فان الذين يشهدون فى السماء هم ثلاث الاب والكلمه وروح
القدس وهؤلاء الثلاث هم فى واحد / فالاب عند المسيحيين هو الله والابن هو الفداء
والروح القدس هو التطهير).
كما ان هو محاسبه يسوع المسيح
للناس وادانة الاحياء والاموات .
وهى الركن الثالث من اركان
العقيده المسيحيه وهو ان الاب اعطى سلطان الحساب للابن /لان الابن بالاضافه الى
الوهيته وابديته ابن الانسان ايضا فهو اولى بمحاسبه الانسان. ففى رساله بولس الى
اهل افسس جاء قوله ( أقام الله المسيح من الاموات اجلسه عن يمينه فى السماوات فوق
كل رياسه وسلطان وقوه وسياده واخضع كل شئ تحت قدمه) وفى رساله بولس لاهل روميه
(اننا جميعا سوف نقف امام كرسى المسيح ).
وفى انجيل يوحنا (انا اسمع
وأدين ودينونتى عادله ) 5/20.لقد حاولت النصارى تحريف التوراه لايجاد ادله على
الوهيه يسوع فعجزوا لان اصول التوراه عند اليهودمحفوظة فأولوا نصوص الاناجيل لتناسب معتقداتهم بالوهيه
يسوع كما ان الاناجيل الاربعه لم تكن موجوده فى زمن الحواريين الخمسه او السته
الذين كتبوا تلك الرسائل لان الرسائل لم تشير الى تلك الاناجيل ولم تبحث
محتوياتها.
كما ان انجيل برنابا اوضح ان
ادعاء الوهيه المسيح بدأ فى حياه المسيح بسبب معجزاته واتجاهها فى احياء الموتى
وابراء الاكمه وغير ذلك مما ليس للبشر يقول انجيل برنابا لما نزل يسوع فى السنه
الثانيه من وظيفته النبويه حيث كانت دعوه سيدنا عيسى عليه السلام ثلاث سنين وثلاثة
اشهر وثلاثةأ يام لما نزل يسوع من أورشليم الى نايين ولما اقترب من باب المدينه
كان اهل المدينه يحملون الى القبر ابنا وحيدا لامه الارمله وكان كل واحد ينوح عليه
فلما وصل يسوع علم الناس ان الذى جاء هو يسوع نبى الجليل .
فذلك تقدموا وتضرعوا اليه لاجل
الميت ان يقيمه لانه نبى فتقدم المسيح الى ام الميت وقال لها بشفقه لا تبكى ايتها
المرأه ثم اخذ يد الميت وقال له (اقول لك ايها الشاب باسم الله قم صحيحا) .
فأنتعش الغلام. ويقول برنابا
وكان جيش الرومان فى ذلك الوقت فى اليهوديه لان بلادنا كانت خاضعه لهم بسبب خطايا
اسلافناوكان عاده الرومان ان يدعوا كل من فعل شيئا جديدا فيه نفع للشعب الها
ويعبدوه .
فلما كان بعض هؤلاء الجنود فى
نايين وبخوا واحد منا بعد آخر قائلين لقد زاركم احد الهتكم وانتم لا تكترثون له
حقا لو زارتنا الهتكم لاعطيناهم كل مالنا. فوسوس الشيطان بهذا الاسلوب من الكلام .
حتى انه اثار شغبا بين شعب
نايين فقال قوم منهم ان الذى زارنا انما هو الهنا.و قال اخرون الله لا يرى فلم يره
احد حتى ولا موسى .
فليس هو الله بل هو بالحرى
ابنه. وقال اخرون انه ليس الله ولا ابن الله لانه ليس لله جسد فيلد بل هو نبى
عظيم. وتتكرر هذه الاحداث .
فيشفى عيسى المرضى ويحيى الموتى
وهذا يدعوا الناس الى ان يحسوا ويجهروا احيانا ان عيسى اله وينكر سيدنا عيسى عليه
السلام ويصرخ فى وجه هؤلاء الضالين ليعيدهم الى الرشد ولكن بولس يتسلم الدعوى
فيضعها فى قالب فلسفى ويدعوا لها بعد ان ادعى انه رسول وانه يتحدث بأسم يسوع
المسيح .
ولقد اورد انجيل برناباقول سيدنا
عيسى عليه السلام منكرا الوهيته وقال انى اشهد كل ساكن على الارض انى برئ من كل ما
قاله الناس عنى من انى اعظم من بشر. لانى بشر مولود من امراه وعرضه لحكم الله.أعيش
كسائر البشر عرضه للشقاء العام. وانى رجل فان كسائر الناس .
كما انجيل برنابا اوضح مسأله
صلب المسيح بانها كذب وافتراء على السيد المسيح وان الذى صلب هو الخائن يهوذا الذى
غير الله سبحانه وتعالى وجهه فصار شبيها للسيد المسيح فأخذه الجنود واوثقوه ظانين
انه المسيح وبذلك يصحح انجيل برنابا فساد العقيده المسيحيه الذى ادخله عليها بولس
عدو المسيحيه .
وهكذا يتحمل مجمع نيقيه مسئوليه
ضياع الاناجيل الصحيحه حيث قرر احراق كل ماسوى الاناجيل الاربعه من بين مئه انجيل
وهو الذى قرر الوهيه المسيح بعد ايهام الحضور بتأجيل المؤتمر ثم انعقاده بعدد 318
الذين يقولون بالوهيه المسيح
الخطبه
الثانيه
ايها المسلمون / ان سيدنا عيسى
عليه السلام دعا الى توحيد الله الواحد الاحد فى جوابه الشهير على احد الكتبه
عندما سأله ما الوصيه الاولى ؟.
فأجاب سيدنا يسوع عليه السلام
(ان اول كل الوصايا هى اسمع يا اسرائيل الرب الهنا رب واحد / تحب الرب الهك من كل
قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك ) هذه هى الوصيه الاولى (انجيل مرقس 12/28-30)صـ67ـــ68ــــ
وانجيل متى (22/34-40) صــ34ــــ و لوقا
(10/25-28) ص98 . هذه هى عقيده التوحيد
عند سيدنا عيسى عليه السلام.
اما بالنسبه للشريعة يؤكد سيدنا
عيسى على التمسك بشريعة سيدنا موسى والانبياء السابقين مؤكدا انه حلقه فى سلسله
الانبياء السابقين.
ودوره هو اضافه مايو كل به. فهو
يقول عليه السلام (لا تظنوا انى جئت لآنقض الناموس او الانبياء ما جئت لانقض بل
لآكمل / فأنى الحق اقول لكم لن يزول حرف اونقطه واحده من الناموس(الشريعة) حتى يتم
كل شئ او تزول الارض و السماء.
فمن نقض وخالف احدى هذه الوصايا
الصغرى وعلم الناس هكذا يدعى اصغر فى ملكوت الله .
واما الذى يعمل بها ويعلمها
فهذا يدعى عظيما فى ملكوت الله .
انظر متى (5/17-19)صــ5ــ
/ لوقا (16/17) صــ109ـــ.
اما الاخلاق فراجع خطبه سيدنا
عليه السلام (الموعظه على الجبل ).
فقال فيها ((فانى اقول لكم ان
لم يزد بركم على بر الكتبه والفريسيين لا تدخلوا ملكوت السماوات)) سمعتم انه قيل
للقدماء لا تقتل ومن قتل يكون مستوجب الحكم .
وما انا فاقول لكم ان كل من
يغضب لى اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم ومن قال لاخيه رقا (يا احمق ) استوجب حكم المجمع
المجلس.
ومن قال لاخيه يا احمق استوجب
نار جهنم فان قدمت قربانك الى المزبح وهناك تزكرت ان لاخيك شيئا عليك فاترك هناك
قربانك قدام المدبح واذهب اولا اصطلح مع
اخيك ثم عد فقرب قربانك / وسارع الى ارضاء خصمك مادمت معه فى الطريق لئلايسلمك
الخصم الى القاضى ويسلمك القاضى الى الشرطه فتلقى فى السجن الحق اقول لك لا تخرج
من هناك حتى توفى الفلس الاخير وقد سمعتم انه قيل للقدماء لا تزن واما انا فاقول
لكم ان كل من ينظر الى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها فى قلبه فان كانت عينك اليمنى
سبب عثرة لك فاقعلها والقها عنك لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك ولا يلقى جسدك كله
فى جهنم متى (5/21-30) صـ5/6ــ.
يقول الحق تبارك وتعالى وهو
اصدق القائلين (الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا
يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا
يُؤْمِنُونَ) الانعام 20.
لقد تنبأ السيد المسيح عليه
السلام برسول الله صل الله عليه وسلم وبشر به اتباعه ففى انجيل متى ورد الاتى ما
نصه ( اما قرأتم فى الكتب الحجر الذى رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاويه ؟
من قبل الرب كان هذا وهو عجيب
فى اعيننا لذلك اقول لكم ان ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لامه تعمل اثماره) متى
(21/42-44)
فالحجر رمز للنبى سيدنا محمد صل
الله عليه وسلم والنباءون رمز الشعب بنى اسرائيل وملكوت الله هو رسول الله صل الله
عليه وسلم وامته .
امه الاسلام ورساله الاسلام
التى الفت بين قلوب البشر من غير تفريق لجنس او عرق او امه جمعهم الاسلام لله رب
العالمين فامه الاسلام هى ملكوت الله ((ليأت ملكوتك )) متى (6/10).
والحمد لله رب العالمين اللهم
انك عفو تحب العفو فاعف عنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق